مسرح سينفيد
مسرح سينفيد؛ للمعماري سمير الكردي
قد تكون الصفة الأساسية المُكوِّنة للطابع البصري الخاص بالقاهرة هي انعدام الانتظام، والتناقض، والاستثناءات التي صارت تقريبًا بمثابة تقاليد راسخة. وهذا الطابع يعكس كيف يتعرض سكان القاهرة لنماذج بصرية عشوائية تمامًا؛ تفيض فيها بيانات وشواهد مختلفة -تتصل بالحداثة، و السلطة، والأيديولوجيا، والدين، والسياسة، والتجارة، والثقافة، والإثنية، والهويات الجنسية، ووسائل الإعلام- لتُغرق وتخترق الكيان الحضري.
كما أثرت التحولات الكبيرة التي شهدها وسيط الفيديو في تغيير الطريقة التي نرى ونفهم بها الواقع. لقد أصبح الفيديو بمثابة لغة عامة في الثقافة الشعبية، ويشمل تأثيره كوسيط جميع نواحي الحياة.
إن فن صناعة الفيديو هو بمثابة عملية صنع وتركيب صور بهدف التعبير عن الذات، وهو يتيح لصانع تلك الصور إمكانية إحداثه تغييرًا جذريًا في الطريقة التي يقوم بها بعرض نفسه والتعبير عنها للعالم الخارجي خلال مدة الفيديو القصيرة نسبيًا. لقد أصبح فن صناعة الفيديو بمثابة لغة آنية، وقد اقترب ذلك الوسيط من أن يصبح بمثابة تقليد راسخ عوضًا عن كونه لغةً استثنائيةً.
يسعى مهرجان القاهرة للفيديو إلى التوسع في تجربة عرض الفيديو بدور السينما؛ لتمتد على مدار العام بأكمله بدلًا من مجرد عرضها خلال بضعة أسابيع، وبهذا قد يصبح الفيديو جزء من سياق دور عرض السينما بدلًا من انتمائه حصريًا لمساحات عرض الفنون. فقد تؤدي مشاهدة عروض تجهيز فيديو داخل قاعات السينما -قبل أو بعد بدء عروض الأفلام التقليدية، أو خلال برامج مستقلة لعروض الفيديو داخل تلك القاعات- إلى دعم النموذج المعماري المُبتكر حديثًا الذي يطلق عليه مسرح سينفيد (مسرح السينما والفيديو).
سيتم عرض أعمال تجهيز فيديو بشكل مستمر ومتلاحق في جميع دور عرض السينما، بالإضافة إلى عرض أعمال فيديو أخرى في مقصورات مخصصة لها.
بمجرد قيام أعمال الفيديو باختراق دور العرض السينمائية التقليدية، سيتأثر فن صناعتها بشكل كبير بتجربة عرضها على تيارات مختلفة من الجماهير، مما سيفضي إلى تحول واضح في التجارب المتعلقة بتلك الصناعة، ومدة الأعمال التي تنتجها، وسرعة وتيرتها، ومحتواها، وجمالياتها.