نواجه الآن أكثر من أي وقت مضى السؤال عن ماهية الصورة. ما هي تلك الصور التي نخلقها ونستدعيها ونشاهدها، والتي بدورها -أيضًا- تشاهدنا وتراقبنا؟ في تلك الصور، نحن صناع المشهد ومنتجوه، وفي الوقت ذاته نقوم بدور الممثلين والجموع والشهود والجمهور فيه. ما هو إذن كُنْهُ هذه الحركة التي تقوم بها الصور وتلاحق العالم باستمرار، والتي تشكل خطرًا بشكل متزايدٍ بقدرِ ما هي –أيضًا- في خطر؟ كيف لم يزل بإمكاننا أن نرى ونسمع برغم كل شيء؟ لم تزل النبضات والموجات هنا، لم تهجرنا بعد. يقدم مهرجان القاهرة للفيديو ستة أعمال من آخر إنتاجات مدرار لديسيل مختجيان وهيلينا عبد الناصر وجوزيف عادل وحسام وليد ونادية غانم وسما والي وشروق هلال. هذه الأعمال هي نتاج ورشة لإنتاج فن الفيديو والأفلام التجريبية أقيمت خلال عام ۲۰۲۱ تحت عنوان «حركة الصورة» وبإشراف من غسان سلهب، وهو مخرج وسيناريست لبناني ولد في داكار، السنغال. واستضافت الورشة فنانين آخرين كان من ضمنهم مها مأمون ويسرا الهواري. الورشة هي جزء من سلسلة ورش إنتاج تنظمها مؤسسة مدرار منذ عام ۲۰۰٦ بهدف تشجيع فرص العمل التشاركي، وتأسيس مجتمع متنامٍ من الفنانين وصناع الأفلام المهتمين بالصورة المتحركة. قبل كل ورشة، يتم دعوة الفنانين المستوفين شروط التقديم المقيمين في القاهرة لتنفيذ فِكَرِهم بدءًا مِن مرحلة التطوير والتخطيط والإنتاج وصولًا إلى مراحل ما بعد الإنتاج والعرض والتوزيع. هذه الورشة من تنظيم مدرار للفن المعاصر بدعم من سفارة هولندا في القاهرة.
.