الشبكية

يُركِّز مهرجان القاهرة لأفلام الفيديو على أحدث التجارب العالمية في مجال الصور المتحركة. وقد بدأ العرض السنوي لفن الفيديو والأفلام التجريبية في عام 2005، بهدف تقديم التجارب الفنية عبر وسيط لا يزال يلعب دورًا هامشيًّا على الرغم من كونه شكلًا فنيًّا معترفًا به في الساحة الفنية المعاصرة. خرج المهرجان إلى النور من خلال العديد من معارض الفيديو وبرامج عروض الأفلام التي تُقام في أماكن مختلفة في مدينة القاهرة على مدى أسبوعين.

وفي أعقاب الدعوة المفتوحة للمهرجان، تلقت «مدرار» أعمالًا متنوعة ومختلفة هذا العام، اُختير منها مائة وستة عشر فنانًا من ثمانية وثلاثين بلدًا مختلفًا، لتُعرض أعمالهم ضمن إطار هذه النسخة من المهرجان. تُضيف هذه الاستجابة الهائلة دورًا آخر للمهرجان ألا وهو إتاحة الفرصة لتكوين شبكة دولية من منتجي الصور المتحركة وجمهورهم بغرض مشاهدة الإنتاج الفني من مختلف أنحاء العالم ومناقشته بشكل جماعي. ويشهد على ذلك أرشيف مؤسسة «مدرار» الذي يحتوي على الآلاف من الأعمال المقدَّمة منذ عام 2005، وهو ما يُمثل بدوره مصدرًا مهمًّا للباحثين المهتمين بفن الصور المتحركة.

أما بالنسبة إلى معايير الاختيار فقد استندت إلى الإبداع، وأصالة الأفكار، والتنوع، والجودة الفنية، مما أنتج هيكلًا من الأعمال التي تحتوي على سلسلة من الرؤى والتقنيات والمناهج المختلفة والمتنوعة.

وفضلًا عن وجود موضوعات متكررة مثل الاهتمام بالأماكن، والمساحات، والجسد البشري، وعلاقته بالمعمار والإشكاليات الاجتماعية والسياسية، نجد أيضًا أعمالًا أخرى تتناول موضوعات جديدة ومختلفة مثل الظواهر غير الاعتيادية؛ كإدمان الشراء، وموت سحلية في مزرعة كروم فرنسية، والابتسامة البلاستيكية لمقدِّمة أحد برامج المسابقات، والبطاقات البريدية التي تُرسل إلى حبيبة من لاتفيا…إلخ. يعمل هذا التحدي لكلٍّ من النوع والموضوعات في حد ذاته كعامل محوري، يخبرنا بقوة هذا الوسيط الفني وكفاءته في الارتقاء بالقدرة على التعبير عن جميع جوانب الحياة. كما تتحدى الأعمال المختارة الشكل التجاري المتعارف عليه لعملية خلق الصورة، لتؤكد كيف تخدم تكنولوجيا الفيديو مجالات أخرى تتعدى حدود الترفيه التجاري، وهي من السمات القوية الأخرى التي تمتاز بها الأعمال المقدَّمة هذا العام.

بالتوازي مع الدعوة المفتوحة للمشاركة، يُقدِّم المهرجان في نسخته السابعة العديد من الفنانين الذين دُعوا لحضور المهرجان إلى جانب أعمالهم التي اُختيرت رسميًّا للعرض. ويتضمن برنامج المهرجان مجموعة من فيديوهات التعبير الفني التي تعتمد على أسلوب الوقت المحدد، وكذا العديد من المشاريع المستمرة، والأعمال التي احتاجت إلى أكثر من ستة وثلاثين عامًا لإتمامها. نتمنى أن نتمكن هذا العام من تقديم نظرة متعمقة للممارسات الفنية المعاصرة، وللإنتاج المحلي والعالمي لفن الفيديو والأفلام التجريبية، بالإضافة إلى الضيوف من الفنانين الذين دُعوا للحضور وللعروض والمعارض الفنية المختارة.

وفضلًا عن ذلك، تُقدِّم النسخة السابعة من المهرجان العديد من المناقشات والعروض وورش العمل الموجَّهة إلى الفنانين المحليين، والتي ستُعقد في مدرار العام المقبل.