لن تتكلم لغتي
نتخيل برنامج أفلام “لن تتكلم لغتي” كدعوة مفتوحة للتجول في عوالم الصور والأصوات والحروف، وإعادة النظر فيما يحدث عندما تلتقي تلك العوالم. خرجت دعوتنا من خلال عدة أفلام شاهدناها وشاهدتنا. وفي مواجهة الجماليات المغايرة واللغات المختلفة والمفاهيم المسائلة لماهية السينما، عجز مصطلح “اللغة السينمائية” عن احتواء التمرد المتفرد في كل من الأعمال التي يتضمنها البرنامج. وجدنا أنفسنا، في سعينا لإدراك بأي لغة تتحدث الأفلام، عائدين إلى نقطة التأتأة (أو التلعثم). يعني ايه فيلم بيتهته؟
عندما تقفز الصورة بين لغات ولهجات ومعاني متضاربة وترفض السكون اللازم لإيضاح المعنى، على أي إيقاع تندفع الصورة؟ بأي دافع تقفز؟ أين يقع الفهم في علاقته بالخطوط المستديرة، والأوقات المقتلعة من أزمانها، والأقوال المكتومة؟ تحيلنا أفلام هذا البرنامج بشكل صريح – حتى وإن بدت مترددة في بعض الأحيان- إلى العلاقة المعقدة والحميمية بين النص والصورة، وبين الصوت والخطاب.
بينما يدخل بنا دورينڤايد ٨ في أعماق ما نعرفه ولا نعيه، مستحضرا أنماط تعبير ما قبل اللغة، يبرز نشوة من عمق المحيط في محاولة لإعادة ترتيب المعنى والذاكرة في أعقاب تجربة اقتراب من الموت. وفيما يتم تشريح وإعادة تركيب صورة الثورة التى تمت خيانتها فى ملاحظات عن الرؤية المزدوجة، يتخيل تفريغ جوهر – داكار مستقبلاً معاد تدويره، مستخدما جماليات الجليتش واللغات المكسرة لإمبراطوريات الحاضر، متسائلاً عن ماهية اللغة التي ستسود، في مستقبل تسترد فيه الحضارة الإفريقية سيادتها؟ وعندما يجرب نوتسيجاست أن يحكي – بترجمة حرفية مخلصة – عن ثقافات هزمتها الحداثة، يعيد أسودأزرق تخيل سطور الترجمة على الشاشة كجسد آخر فى رقصة البحث عن أصول مفقودة.
اختيار وبرمجة: ٩٦ نيجاتيڤ